الجواري في العصر العثماني وحياتهم

الجواري في العصر العثماني كانت لهم حياتهم المختلقة داخل الجناح الضخم الملحق بالقصر العثماني، فرغم  شرائهم من سوق النخاسة إلا أنهم بمجرد دخولهم القصر أصبح من المحرم لأي أحد مهما كان التقرب أو النظر إليهم فهم ملك للسلطان فقط .

الجواري في العصر العثماني وحياتهم

جواري الحرملك
جواري الحرملك

كان أهم ما يميز العصر العثماني الحرملك، وهو عبارة عن عالم أخر محجوب خلف جدران القصور العالية، ولا يمكن لنا أن نمر على تاريخ السلطنة العثمانية دون فهم الحرملك ،الذي كان له التحكم الأكبر داخل السلطنة العثمانية، فهو عالم مليء بالمتناقضات(المتعة والجنس والغناء والأفراح )من جهة و(المؤامرات والكراهية والأحقاد )من جهة أخري .

ولقد حرص سلاطين هذا العصر على جمع أكبر عدد من الجواري بقصورهم، ومعظم هؤلاء الجواري اللاتي تم شرائهن من أسواق النخاسة تم جلبهن من دول أوروبا الوسطي .

اقرأ أيضا : مسلسل السلطانة كوسيم متعة الدراما التاريخية

وصول بعض الجواري إلى مرتبة المفضلات لدى السلطان

يتم تدريب الجارية على آداب الحرملك وعاداته، وبعد التدريب يتم اختيار الفتيات الجميلات وعرضهن على السلطان ليختار من يصاحبها للفراش، ومن الممكن أن ترتقي هذه الجارية إلى المفضلات لدى السلطان، إذا رضي عنها وتصبح من مفضلات السلطان، وكان للسلطان مقصورة خاصة داخل أجنحة الحريم تحتوي على غرفة نومه وحمامه وقاعة استقبال كبيرة .

وعند زيارة السلطان لأجنحة الحريم تصاحبه (الكايا) وهي كبيرة خدم الحريم السلطاني، والتي تنظم الأوقات التي يقضيها السلطان مع حريمه ليلاً أو نهاراً والتي تسمي( بالخلوة الشرعية ) .

اقرأ أيضا : قصر طوب قابي في اسطنبول وروعة الحضارة العثمانية القديمة

والمفضلات يعيشن في طابق خاص بهم بعيد عن باقي الجواري، ولا يقمن بالأعمال التي يقمن بها باقي الجواري من غسل وتنظيف وخدمة، وإذا أنجبت هذه الجارية أصبحت في مكانة أخري، فهي أصبحت أم للأمير المنتظر، فالسلطان يمتلك جواريه ويختار منهم ما يشاء ويحلو له كي تشاركه ليلته، فالجارية مع أنها تباع وتشتري ولكن عندما تدخل الحرملك ممنوع أن يتقرب لها أي رجل، فالسلطان هو المالك الوحيد الذي يستطيع أن يقربها فقط . فأجنحة حريم السلطان العثماني تعد منطقة مغلقة ومحرمة، لا يسمح السلطان لأحد أن يدخلها أو يقترب منها، فلا يدخلها سوى رجل واحد وهو السلطان، مع أنه  قد يوجد بعض الرجال يساعدون في إدارة شئون القصر، ولكن هؤلاء الرجال تم عمل إخصاء قسري لهم وتعجيزهم جنسياً، ولذلك فهم الوحيدين المسموح لهم التواجد بين جواري القصر .

وقد حدث أن تجرأ أحد تجار البندقية ونظر من بعيد إلى جناح الحريم السلطاني بنظارة مقربة، وعرف السلطان بذلك فأمر بشنقه فوراً

مكانة الملكة الأم داخل الحرملك

الحرملك
الحرملك

بالرغم من أن كل النساء داخل القصرهم جواري للسلطان، ولا تفضل الجارية ويصبح لها مكانة إلا إذا أنجبت ولي العهد، إلا أن الأم هي المرأة الوحيدة المقدسة من بين النساء، فهي الوحيدة التي لها شأن من الاحترام، بالرغم من أنها قد تكون جارية في الأصل، ففي عهد السلطان سليم الأول سميت زوجته حفصة بالسلطانة الأم، وهذه كانت أول مرة توصف الجارية بالسلطانة، ولكن أرفق بهذه الكلمة لفظ الأم ليبين أنها نالت هذه المكانة لأنها أصبحت أم للسلطان سليمان، وليس لأنها زوجة السلطان سليم الأول .

اقرأ أيضا : مريم أورزلى الشهيرة بالسلطانة هويام فى إطلالة إسلامية فى السعودية

وكان وجود والدة السلطان في هذا الموقع يتسم بالأهمية، فهي لها دور كبير في قرارات السلطان التي قد تسانده في اتخاذها .

 والسلطانة الأم تعتبر المسئولة عن إدارة الحرملك والجواري .

رتب الجواري داخل الحرملك

جواري الدولة العثمانية
جواري الدولة العثمانية

الحياة داخل الحرملك لم تقتصر على عائلة السلطان وجواريه فقط، حيث أن هناك مهام ورتب تتكلف بها بعض الجواري منها :

الكلفة وهي جارية لها دور كبير في حسن إدارة الحرملك ولها مقام أعلي من باقي الخدم .

الجوزدة وهو لقب أعلى من الكلفة، وتطمح له كل جارية في مقام الكلفة كي تصل إليه، وهو لقب معناه “التي استحوذت على اهتمام أسيادها”

إقبال وهي المفضلة المؤقتة لدى السلطان .

وهناك أمينة الخزينة وأمينة المجوهرات

فالحياة في هذا العصر كانت مختلفة، وكان أهم ما يثير الانتباه هو الجواري وحياتهم داخل القصر، واعتبارهم منطقة محرمة للغير ولا يحق لأحد الاقتراب لها غير السلطان .